
السيرة
العمر: ٦٠ سنة
المدينة: عمان – الأردن
الرعية: لاتين
سناء
"يجب فتح آفاق أمام شبابنا حتى يبقوا في البلد"
ما هي علاقتك بالكنيسة؟
أنا ملتزمة جدًّا في الكنيسة. أنظِّم دروسًا في الكتاب المقدس مع كاهن يسوعي لمجموعة من النساء، في بيتي، منذ ١٩٩٤. أنا أيضًا منسقة في كنيسة الصويفية. وأقدم بعض الخدمات لميتم عنجرة. أذهب إلى هناك مرة أو مرتين في الأسبوع. أشعر أن الأولاد في حاجة إلى وجه أُمّ، غير وجه الراهبة. موَّلَت عائلتي الجناح المخصَّص للأولاد الأكبر سنًّا قليلًا. وأحببت الأولاد، وسيدتنا مريم العذراء.
لماذا ترَيْنَ التزامك في الكنيسة مهِمًّا كل هذه الأهمية؟
قول يسوع: "كنت جائعًا فأطعمتموني، وتَعِبًا فقدمتم لي الراحة"، ينطبق أيضا على: "كنت غير منظَّم وساعدتموني على ترتيب الأمور". موَّلَت عائلتي أيضًا مركزًا لاستقبال أشخاص ذوي إعاقة جسدية وعقلية، في وادي الأردن. إنهم يشتغلون خشب الزيتون ويصنعون أمورًا عجيبة. عُهِدَ بالمركز إلى الكنيسة الأنجليكانية، والمستفيدون كلهم مسلمون. هذه طريقة جميلة لعيش الإنجيل في بلد لا يجوز فيه البشارة بالإنجيل. فإننا نبين لهم عمليًّا ماذا يعني أن تكون مسيحيًّا.
في نظرك، ما هي المشاكل التي تواجهها الكنيسة؟
المشكلة الرئيسية هي الدعوات. العائلات لا تشجعها. الناس أساؤوا فهم التغييرات التي أرادها المجمع الفاتيكان الثاني. جيلي وجيل أبنائي لم نُعلَّم حيّدًا التعليم المسيحي. الشباب اليوم، لا يعرفون شيئَا. المسيحية ليست ديانة سهلة. الإسلام واليهودية هما نوعًا ما أسهل. فيهما قوانين، يكفي الالتزام بها: الصيام والصلوات الخمس في النهار... المسيحية هي المحبة، ليس بالعاطفة، بل بالعمل. الروح العلمانية والأنانية ما زالت تزداد في العالم. الإعلانات في كل مكان: "أنت تستحق ذلك. اشتر." ماذا يعني ذلك: أني أستحق أن أشتري Louis Vuitton؟ أصبحنا عبيدًا. يوجد لدى الشباب عطش كبير، طلب للأمور الروحية. يلزم فقط أن يوجد أناس لديهم الوقت والكفاءة لكي يلتقوا معهم.
ما هي الصعاب التي يواجهها المسيحي في الأردن؟
عددنا ما زال يتناقص. حدثٌ مِثلُ زيارة "مزار سيدة الجبل" في عنجرة له أثر عظيم، لأنه يجمع أكثر من ألفي مسيحي من كل أنحاء الأردن، ويبيِّن أنه ما زال لنا حضور. المسلمون لا يعرفون المسيحيين. عندما أصطحب راهبات المحبة، ولهن أيضًا ميتم، لمشترياتهن في قرية كلها مسلمة، الناس يستغربون. يسألون من هنّ؟ لا يعرفون حتى ما معنى كلمة "راهبة". المسلمون، ولا سيما الشبيبة، لم يُتَح لهم التعرف على المسيحيين. وشباب مسيحيون كثيرون يريدون أن يتركوا الأردن، لأسباب اقتصادية: لا يوجد أشغال.
هذا الجهل، هل يسبب الخوف والعنف؟
أوردت وسائل الإعلام أحيانًا بعض الحوادث. الأردن بلد يحدث فيه ما لا يُصدَّق. كثيرون من الشباب الذين يساعدون الأب يوسف في الميتم أو في مزار عنجرة، هم من السكان المسلمين في عنجرة. يوجد بعض الإسلاميين يسببون المشاكل، لكن أكثرية المسلمين في الأردن يحترمون غيرهم. الفضل في ذلك يعود إلى النظام المدرسي. في القديم، لم توجد مدارس كثيرة، وكان أشهرها المدارس الكاثوليكية التي تديرها البطريركية اللاتينية. عائلات كثيرة وضعت أبناءها في هذه المدارس المسيحية. وهذا خلق جوًّا من التسامح.
بكونك أردنية، هل تشعرين أنك ممثلة في بطريرك القدس للاتين؟
يجب على البطريركية أن تعرف مشاكلنا بطريقة أفضل، لتأخذها بعين الاعتبار، وتستجيب لها. الأردن بلد صغير، لكن له أهمية كبيرة. هو الأكثر أمانًا وأمنًا في كل الشرق الأوسط. وهو البلد الذي يرحب بكل اللاجئين من العالم العربي. على البطريرك أن يهتم بما هو بعيد عن المدن، بالمناطق الريفية والمهمشة. ولماذا لا يستثمر مثلا في مدرسة تؤهل للمهارات السياحية، أو المطاعم، أو الاستقبال؟ هذه مهن لا تتطلب فترات تأهيل طويلة، لكنها مطلوبة. أو لماذا لا يستلهم طريقة تنشئة مثل "طريقة التعليم اليسوعية على مستوى العالم"؟، برنامج على الإنترنت للذين لا يستطيعون أن ينتظموا في النظام المدرسي لأنه ليس لديهم ورق أو مال. يجب فتح آفاق أمام شبابنا حتى يبقوا في البلد.
هل لك حلم للكنيسة؟
أن أذهب إلى الكنيسة وأراها فائضة بالناس.
أجرت المقابلة: سسيل لموان (Cécile Lemoine)