
"أن نكون الخميرة التي تلد الشركة والمشاركة والرسالة"
من اللجنة التحضيرية للسينودس ٢٠٢١-٢٠٢٣ في الأرض المقدسة
الرهبان والراهبات الأعزاء في الأرض المقدسة
أعضاء الحركات الكنسية الأعزاء
تحية المسيح القائم من بين الأموات
كلُّنا، نحن المؤمنين في أبرشيات الأرض المقدسة، أساقفة وكهنة ورهبانًا وراهبات وعلمانيين، وشبابًا ومسنين، انطلقنا في رحلة معًا، مع كل المؤمنين في كل مكان. انطلقنا في مسيرة سينودس، وهي ليست فقط حدَثًا يحدُثُ، بل هي تغيير في العقلية. تبدأ بالاستعداد لأن نخرج، ونسير معًا، ونصغِيَ أحدُنا إلى الآخر، ونَنمُوَ لنكُونَ كنيسةً لعصرٍ جديد يشرق علينا. وإننا بحاجة شديدة إلى هذا التغيير، في زمن التعب الشديد الذي نحن فيه، حتى نتمكَّن من الاستمرار في إتمام رسالتنا، هنا في الأرض المقدسة. في رسالة غبطة أبينا البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا في ١٥ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢١، كتب: "أرغب بشدة في اندماج كلَّ مكوِّنات الأبرشية في هذه المسيرة: الرعايا والرهبان والراهبات والأديرة التأملية، والإكيركيات، والشباب، والمجموعات، والحركات، والجمعيات، والمهاجرون، والعمّال الأجانب... كل من يشعر أن له شيئًا يقوله، يجب أن يساعَد ليقدر أن يقوله. كلمتهم قد تكون كلمة شكر أو تعبير عن سوء فهم أو رجاء أو خيبة أمل، أو توقُّع، أو رغبة، أو توجيه. ومن المهم ألا تنحصر هذه المرحلة من المسيرة السينودية في الكلام على مشاكلنا فقط، لأن ذلك قد يكون عقيمًا ولا يؤدي إلى رؤية. يجب أن تكون مسيرتنا مسيرة تنيرها كلمة الله، التي هي دائمًا كلمةٌ حاملةٌ للحياة".
الفرنسيسكان، ماسيمو فوزاريلي
(Massimo Fusarelli OFM) ألقى محاضرة ملهمة في دور الرهبان في مسيرة السينودس. وكلماته تساعدنا لنفهم مكاننا في هذه المسيرة.
نحن مدعوُّون إلى أن نكون علامة رجاء. باستعدادنا، رهبانًا وراهبات، لنعيش حياة فقر وعفة وطاعة، نحن عمليًّا علامة لرجائنا في قيامة الرب. والتزامُنا كأعضاء حركات كنسيّة لنبني كنيسة منتعشة هو إلهام لكل المؤمنين. مسيرة السينودس هي وقت نذكِّر فيه أنفسنا بدعوتنا، وفيه نجدِّد التزامنا لنكون في محور حياة الكنيسة، لنكون خميرة تشجِّع على الشركة، والمشاركة والرسالة، وهي المواضيع الثلاثة الرئيسية في السينودس. وأمر في غاية الأهمية في مسيرة السينودس التي تتضمن تبديلًا في العقلية، هو قبولنا للخروج حتى نصغي أحدُنا إلى الآخر، ومعًا نسير للقاء الرب القائم الذي يدُلُّنا على الطريق في هذا الزمن في حياة كنيستنا.
كيف يمكن أن نلتزم رهبانًا وراهبات وأعضاءَ الحركات الكنسية؟ يمكن أن نقترح عليكم محورَيْن للمشاركة:
١ الأول، أن نكون في شركة عميقة مع الرعايا حيثما نحن مقيمون. أقترح أن يتصل الرؤساء بكهنة الرعايا ويستعلموا عن النشاطات التي تقوم بها الرعايا. لربما هذا وقت للمشاركة في قداديس الرعية، إن لم تعملوا ذلك من قبل، وخصوصًا في النشاطات المخطط لها في الرعايا. قد يكون هناك مشكلة لغة بما أن الأكثرية يتكلمون بالعربية أو العبرية أو التجالوج (للفيلبينيين). في هذه الحال هناك كثيرون في الرعية يمكن ان يترجموا ويرحبوا بكم.
٢ ثم يمكن أن نلتزم في مسيرة موازية وذلك في داخل جماعاتنا أو بين مختلف الجماعات الرهبانية. المسيرة السينودسية في أبرشياتنا اقترحت نموذجًا: المسيرة على طريق عمواس (لوقا ٢٤: ١٣-٣٣)، يدًا بيد مع صورة التلميذين على الطريق مع يسوع (انظر الوثائق التحضيرية لمسيرة السينودس). قد نجد فيها إلهامًا ودليلًا:
ا) كلنا نعلم أن الأوقات صعبة: الدعوات قليلة، والعمل الرسولي يستنفد القوى، والوضع السياسي بما فيه من مظالم وعنف يغلب علينا، ووباء الكورونا ضربة لجماعاتنا ولإمكاناتنا لنهتم بأنفسنا. وكلنا غارقون في تكرار ما ينقصنا. لكن، بهذا نبدأ طريقنا إلى عمواس. يمكن أن نبدأ المسيرة كجماعة رهبانية وحدنا، أو مع الجماعات الرهبانية المختلفة. في هذه الفترة، يا ليت الجماعات الرهبانية، رجالًا ونساء، من مختلف الرهبنات والحركات الكنسية، ليتها تجتمع معًا فتبدأ مسيرة واحدة، تسير معًا وتصغي كل جماعة إلى الأخرى، على هذه الطريق، فندرك أن التحديات التي تواجهنا هي تحديات مشتركة.
ب) نحن مدعوُّون إلى أن نلتقي بيسوع على الطريق. ونلتقي به خصوصًا حين نصغي أحدُنا إلى الآخر، وحين نقرأ الكتاب المقدس معًا. وعندما يقرأ يسوع الكتاب المقدس معنا، إنه يركِّز لا على ما ينقصنا بل بالأحرى على ما لدينا. فإنه يقلب أولوياتنا، ويساعدنا على التمييز بين ما هو مهِمّ وما هو ثانوي. وعندما نقرأ نحن الكتاب المقدس معًا، يسوع يفسِّر لنا كيف أن الروح يعمل في واقعنا. في فقرنا، وفي أزماتنا، وفي قلقنا، هل نعرف أن نفتح أنفسنا لنرى عمل الروح؟ هذا أيضًا يمكن أن يكون ثمرة لخروجنا، وسيرنا معًا، وإصغائنا الواحدُ إلى الآخر، وانفتاحنا على الآخرين. فيهم وفي الكتب المقدسة، نلتقي بيسوع القائم من بين الأموات. فنجدِّد أحلامنا.
ج) الإفخارستيا التي نحتفل بها في جماعتنا الرهبانية، أو مع الرعية، أو في لقاء مختلف الرهينات والحركات الكنسية التي تجمع الرهبنات معا، الإفخارستيا هي اللحظة التي يمكن أن تنفتح فيها عيوننا لنرى حضور الرب. يمكننا أن نصلي ونطلب أن تنفتح عيوننا لنرى المواهب التي نحملها نحن إلى المائدة المقدسة، ولكن ايضًا لنرى المواهب التي نقبلُها بسيرنا معًا على الطريق التي توصِّلنا إلى حيث لا نقدر أن نصِلَ وحدنا.
ه) هذا هو أيضا الوقت الذي نخرج فيه لنكتشف كل ما يوجد في واقع حياة كنيسة الأرض المقدسة ولا نعرفه. هذا يشمل الرعايا العربية في تنوُّعها (اللاتين، والروم الكاثوليك، والموارنة، والسريان، والأرمن)، والجماعات الناطقة باللغة العبرية والمهاجرين، والمؤسسات التي نديرها (المدارس والمستشفيات ودور المسنين ومراكز المهاجرين، وحركات الشبيبة، وبيوت الضيافة للحجاج الخ).
و) وأخيرًا، الديار التأملية للرجال والنساء الذين لا يخرجون مادّيًّا هم أيضًا في قلب الكنيسة. ويرافقون هذه المسيرة. فهم يصلون بلا انقطاع من أجل الكنيسة، وليس فقط هذا، لكنهم يصغون دائما إلى الروح. لنضَعْهم أيضًا في كل خطوة على طريقنا.
ومن المهم أن تحفظوا تقريرًا لهذه المسيرة في سجلات الرعية. ونطلب منكم إرسال نسخة عن تقاريركم إلى اللجنة التحضيرية، في نهاية شهر آذار/مارس ٢٠٢٢، لنتمكن من إعداد التقرير العام النهائي باسم الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة. هذه أيضا مسؤولية كل كاهن رعية في رعيته.
اللجنة التحضيرية لسينودس ٢٠٢١-٢٠٢٣ في خدمتكم. رجاء، شاركونا في أفكاركم، وأسئلتكم، واقتراحاتكم ورغباتكم.
نأمل أن نفتح صفحة على الفيسبوك ترافق تقدُّمنا في هذه المسيرة وتلهمنا.
عن اللجنة:
الأب ديفيد نويهاوس، يسوعي
e-mail: neuhaussj@gmail.com