لجنة العدل والسلام التابعة لمجلس أساقفة الكنائس الكاثوليكية
اللجنة التحضيرية للسينودس في الأرض المقدسة٢٠٢١ – ٢٠٢٣
نسير على الطريق معًا، ونصغي بعضنا إلى بعض، ونتعلم المزيد عن حياة كل الذين هم حولنا. يجب أن يجعلنا هذا أكثر حساسية أيضًا للعمل من أجل العدل وتعزيز المساواة والاجتهاد من أجل السلام
في هذه المسيرة السينودية، نريد أن نشجع الجميع لكي يصبحوا أكثر وعيًا لحياة الذين يعيشون بيننا، في جماعاتنا الكنسية، في أحيائنا وفي مجتمعنا، الذين يعانون من غياب العدل والمساواة ومن العنف المستمر بجميع أشكاله. نعم، كنائسنا هي واحات نأتي إليها لنجد عزاء وهدوءًا وصفاء، لكن يجب أن تكون أيضًا أماكن يمكن للناس فيها أن يعبروا عن آلامهم وإحباطاتهم وأحلامهم بمستقبل أفضل. ويجب أن نبذل قصارى جهدنا للإصغاء إليهم
١ معرفةأفضل وأكثر لحياة شعبنا
أساقفتنا وكهنتنا والرهبان والراهبات وقادة الجماعات مدعوونإلى الخروج من كنائسهم وأديرتهم ليزوروا المؤمنين ويُصغُوا إليهم. فهم يبدون، في كثير من الأحيان، في نظر بعض المؤمنين، أنهم بعيدون عن المشاكل الحقيقية التي تعصف بعائلاتنا التي تكافح من أجل البقاء في ظروف صعبة بسبب واقع الاحتلال والتفرقة والتعصب والصعوبات الاقتصادية. ظروف حياة الناس العملية، وخاصة أفقر الناس وأكثرهم تهميشًا،يجب أن تظهر وتكون موضوع اهتمام في حياة الكنيسة، وفي العظات التي تدعو إلى تطبيق كلمة الله في حياة الناس. يجب أن تظهر حياة الناس في العظة، وفي صلوات المؤمنين، وفي الأنشطة الرعوية والتوعية الاجتماعية التي تلتزم فيها الجماعة.
يجب أن تجد مواضيع العدل والمساواة والسلام مكانها أيضًا في تنشئة الإكليروس والرهبان والراهبات، وغيرهم من العاملين الرعويين. نعم،إن خطاب الكنيسة هو ديني وروحي، وليس خطابًا سياسيًا أو اقتصاديًا، لكن يجب أن تظهر فيه أيضًا ظروف الشعب العملية،لأن حياة الناس هي جزء لا يتجزأ من حياة الكنيسة، ويجب أن يكون ذلك ظاهرًا، من أجل تسهيل مشاركة كاملة للمؤمنين في جميع مناحي حياة جماعاتنا الكنسية.
٢ مزيدمن التضامن مع الجماعة
الكنيسة في الأرض المقدسة غنية بالمؤسسات التي ترعى الفقراء والمهمشين والمعوَّقين والأضعفين وأكثرَهم عُرضةً للمصائب. نحمد الله لأنَّ هذه المؤسسات وجميع أعمال الكنيسة تحظى بدعم متبرعين كرماء في جميع أنحاء العالم. ولا ننسى أنها أيضًا جزء من هذه المسيرة السينودية، فهي معنا في جهودنا للخروج والإصغاء ولنعرف مَن نحن وإلى أين نحن متَّجِهون. مؤسساتنا أيضًا مدعوة إلى المسيرة السينودية، للتعرف بعضها على بعض بشكل أفضل، وللمزيد من التنسيق فيما بينها، فتكمِّل بعضها بعضًا وتتجنب تكرار العمل الواحد،وكلَّميل للتنافس في ما بينها.
التحدي القائم أمامنا هو تطوير أكبر قدر ممكن من التضامن في مجتمعاتنا،فنساعد بعضنا البعض، الأكثرُ حظًا يساعدون من هم أقلُّهم حظًا بيننا. هذا هو الوقت المناسب لتعزيز وتطوير المزيد من أشكال المساعدة الذاتية داخل الرعايا والجماعات المسيحية. يمكن القيام بذلك من خلال تحليل دقيق للاحتياجات، بقيادة بعض المهنيين الذين يمكنهم المساعدة في مثل هذا المشروع،في كل رعية. هذه هي الخطوة الأولى لتطوير إستراتيجية يمكن اعتمادها داخل الجماعة المحلية،بالتعرف على الاحتياجات العملية لكل فرد من أفراد الجماعة.
٣ العدل والمساواة والسلام، هَمُّ الجميع
يمكن أن تكون لجنة العدل والسلام التابعة لمجلس أساقفة الكنائس الكاثوليكية مرجعًا ومساعدًا للجان المحلية، ويمكن استشارة أعضاء اللجنة ودعوتهم للمساعدة.يمكن أن ينطبق هذا الاقتراح أيضًا على الرهبان والراهبات، والحركات الكنسية وغيرها من الجمعيات،
هناك مراجع لهذه القضايا، منها:
جمعية سانت إيف التابعة للبطريركية اللاتينية تضمن حضورًا كاثوليكيًا نشطًا في الاجتهاد من أجل حقوق الإنسان: https://www.saintyves.org/
ومركز السبيل للاهوت التحرير المسكوني وهو منظمة مسيحية أخرى تتابع الأحداث عن كثب: https://sabeel.org/
٤ تعزيز الاندماج والمشاركة في المجتمع
يشجعنا السينودس على الخروج، من مناطق راحتنا، وهذا يعني أيضًا تشجيع العلمانيين المؤهلين على الاندماج في حياة المجتمع المدني على كل المستويات. يجب على رجال الدين تشجيع المسيحيين على الانخراط في المجتمع المدني ومقاومة إغراء استبدال ذلك بالاتكال على بعض الوسطاء(ذوي النفوذ) بين السلطة أو المجتمع المدني والمسيحيين. أخذ البعض ينظر إل المسيحيين وكأنهم يبتعدون عن المجتمع. في الواقع، يميل بعض المسيحيين إلى البقاء داخل البيئات المسيحية المغلقة (سواء في مشاريع إسكان أو مدارس أو مؤسسات مسيحية)،يميلون فيها إلى مزيد من الانعزال عن المجتمع الذي يعيشون فيه. نحن بحاجة إلى جيل جديد من القادة المسيحيين الذين يلعبون دورهم في حياة المجتمع المدني (في فلسطين وإسرائيل) وفي الكنيسة. مستقبل الحضور المسيحي في هذا البلد يتوقف على هذا الالتزام.